Wednesday, April 30, 2014

يلا بينا على السنغال.




عارف إحساس الصداع القاتل اللي بيكون أهون عليك انك تنتحر بأبشع الطرق ولا أنك تستحمل الصداع ده؟ عارف لما يستمر معاك أيام وميروحش؟ عارف بقى لما تبدأ بقى تتخيل كل طرق الإنتحار الممكنة اللي تجنبك ألم أسوأ من ألم الصداع وفي نفس الوقت ترتاح بقى وخلاص؟ طيب أقولك، عارف بقى لما تقعد تفكر هل بعد ما أموت وخلاص بقى، هل روحي هتحس بالصداع برضة؟ طيب هو ايه اللي بيحصل لما أموت؟ طيب أنا مش عايزة أنتحر بس عايزة الصداع يروح ومش بيروح لما أنام، طيب أعمل إيه؟ طيب هو أنا أصلاً لما أموت الصداع هيروح؟ ولا هبقى عملتها على فشوش؟

==

أفكار كتيرة بتيجي وأنا مصدعة، ومش عارفة أربطها ببعضها ولا أفهمها، يعني أنا مثلاُ دلوقتي فكرت في أنا هأعمل إيه لو رحت السنغال، وبعدين قلت لنفسي "أنتِ يا رضوى! فوقي! هو أنتي هتروحي السنغال ليه؟ ما تروحي تنزانيا أحسن وتشوفي هل هي شبه "تازمينيا" ولا لأ. ومين عارف يمكن تلاقي تاز المشاكس هناك؟" وبعدين فكرت طيب ما أنا كمان عايزة أروح "بنين" وأسألهم هناك –السكان الأصليين بلغتهم البنينينييية- أنتم ليه مسميتوهاش بنات؟ هو أنتم بتتكسفوا من خلفة البنات زيينا؟ وبعدين إكتشفت أني أصلاً عايزة أروح مدغشقر عشان أشوف أخوات مارتي وأليكس. وبعدين قلت لنفسي "إيه الغم ده؟ ماهم أصلاً رجعوا حديقة الحيوانات بتاعتهم". وبعدين بقى إكتشفت أني عمالة أقلش وأسخف على نفسي وكده كتير. 

==

على فكرة أنا بحب أسمع فيروز وأشرب قهوة بكريمة –مش بحب القهوة البلاك- وده بيقودني لنقطة تاني أني بكره الإيكليشيهات ورغم كده بحبها، وده بيقودني لنقطة تالتة أني شخصية متناقضة في أوقات كتيرة جداً.

==

هو أنا مينفعش أختار أتولد كشخصية تانية في حياتي الجاية؟ يعني مينفعش أختار أكون Emma Stone  مثلاً؟ مينفعش طيب أتقمص شخصيتها دلوقتي؟ أو حتى أروحلها بيتها ونعمل عملية face off  وأبقى أنا هي، وهي تفضل معايا برضة عشان أعرف سر الـ Awesomeness  بتاعها.

مساء الفل. 

Saturday, April 26, 2014

سر بريق الأعين




مرهفة هي، ضعيفة جداً، تبكي من أقل كلمة، ولكنها تجيد التمثيل.

هي فتاة لا تزال تخشى فقدان أشياء أكثر من السحر، ولكن لسبب ما يعود كل شئ في النهاية إلى السحر بطريقة ما. أي شئ في العالم له بريقه و سحره الخاص، وهؤلاء الذين لا يشعرون بطعم الحياة ويقابلونك بوجه جامد في الصباح الباكر؟ هؤلاء فقدوا السحر، ربما لم يبذلوا المجهود الكافي لإكتشافه و البحث عنه أصلاً.

تنظر كل يوم إلى المرآة وتحاول أن تتبين ذلك البريق الذي يقول الأخرون أنه يبرز واضحاً في عينيها عندما تضحك، وتتسائل كيف أعرف أنني فقدته؟ هل سأشعر به؟ هل سيتساقط مني مثل تساقط حبات المطر على رأسي ثم على قدمي؟ أم سينطفئ مثله مثل مصباح مكتب وسأشعر بكبسة زر بسيطة وبعدها تتحول الحياة إلى لونها الرمادي الذي أخشاه، بمجرد أن أفقد بريق عيني. ما الذي يجعله موجوداً أصلاً؟ كيف أحافظ عليه؟

تنتقل إلى شفتيها و تضحك، إبتسامتها كبيرة "زيادة عن اللزوم" في أحيان كثيرة. يقول البعض أنها مُعدية. هي تحب نقل تلك العدوى. أحاول نقلها، ولكن في أوقات كثيرة جداً، أحتاج من ينقلها لي. أحياناً أحتاج من يفرحني بصدق، من ينبش أعماق قلبي ويجد أسراري وأحزاني التي أرغب بالبوح بها ولا أستطيع، ويخبرني أن –صدقاً هذه المرة- كل شئ سيكون على ما يرام، شخص ما أصدقه حين يقول هذه الكلمات الروتينية المكررة.

لاحظت للتو كم تحتاج أشياء كثيرة، ولكن عندما يسألها أحدهم ماذا تحتاجين في الحياة، ترد وتقول: لا شئ. لا تعرف لما. هل عدم ثقة في الأخرين؟ أم إيقان منها بان رغباتها تلك لم يأتي بعد الشخص الذي سيحققها؟ أعتقد أنها توصلت مؤخراً للسبب، هي لا تعرف ماذا تحتاج في الحياة. هي تعرف أنها بحاجة إلى حب ومغامرات و طمأنينة ونوم هانئ وأحلام كثيرة، بحاجة إلى قبلات وأحضان دافئة بحجم الكون، بحاجة إلى نظرات كثيرة وحوارات تمتد الليل بأسره، لكن ما الذي قد يحقق كل هذا؟ هل تكون هذه هي الحياة؟ هل يحق لها أن تطلب هذه الحياة؟ هل تستطيع أن تحلم بها على الأقل؟

وربما فقط هي تحتاج من يلبي رغباتها دون أن تخبره بها. كانت هذه أقصى مشاكلها، فهي تكره أن تطلب الشئ، حتى وإن تم تنفيذه بعدها، لقد فقد معناه بالنسبة لها. قررت ألا تخبر أحداً بما ترغب به، وربما قد يكتشف أحدهم بما تريده فعلاً في الحياة. ربما.

تخاف الرحيل و تخاف التعلق، أصبحت تخشاه بشدة. فقد إنكسر قلبها مئات المرات وبعد كل مرة ترممه فيها ينكسر مرة أخرى، حتى أنها لم تعد تريد ترميمه بعد اليوم. لم تعد تريد التعلق و الحب بجنون، أصبحت تخشى كل ما يتعلق بالأشخاص، فهم يرحلون في النهاية، وربما هي من ترحل، لا تعرف. ولكن تلك النهايات السعيدة ليست مضمونة دائماً.

ربما سيخبرها أحدهم سر بريق الأعين، ربما ستعرف سر الضحكات والفرحة القادمة من القلب مباشرة. ربما لن يرحل الناس و سيبقون كما هم، وربما لن ترحل هي. وربما فقط ربما، لن تضطر إلى اللجوء إلى التمثيل. 

Wednesday, April 23, 2014

فتاة تخاف أن يضيع السحر




هي فتاة تخاف أن يضيع السحر من حياتها.

تعشق التفاصيل والفساتين القصيرة حتى وإن لم ترتديها. تهوى الخطابات حتى وإن كانت كل خطاباتها إلكترونية ومازالت تنتظر ذلك الخطاب الذي يعبر البحار. تحب الخيالات وتخشى أن تتحول لحقيقة، لا لشئ إلا لأنها تخاف التوقعات وتخاف أن تتعلق بأمل، لتنهار بعدها.

تحب الرقص والأخطاء الصغيرة. تعشق الكتب القديمة و الكلمات المكررة التي تشعرها بأن الحياة حلوة وإن صارت روتينية بعض الشئ. تحب روتينها ولكنها تخافه. تخاف الإعتياد، الذي يقودها للحب، الذي في النهاية يقود لألم قاس.
تحب التخطيط لرحلات قد لا تتمكن من الذهاب إليها. تعشق المفاجأت السارة، وتشعر بالذنب بإستمرار.

حياتها عبارة عن سلسلة لا تنتهي من الإحساس بالذنب لأشياء ليس لها يد فيها، بقدر ما كانت هي المحرك وراء حدوثها. لم تشعر بحريتها يوماً إلا مؤخراً، وأصبحت تلك الحرية عبء عليها لأنها أحست أنها جرحت الكثيرين لكي تصل إليها.

هي فتاة تخاف أن يضيع السحر من عينيها، تخشى أن تستيقظ ذات يوم فلا تبهرها تلك الأشياء التي إعتادت إبهارها مهما تكررت. تخاف ألا تضحك عند سماع تلك النكات التي إعتادت سماعها، تخاف ألا تبتسم عند مشاهدتها لذلك الفيلم الرومانسي الذي حفظته عن ظهر قلب، وتخاف أن يتحول قلبها إلى قطعة جليدية باردة لتصبح مثلها مثل الأخرين.

تخاف أن يضيع السحر، ولكنها تخاف أيضاً أن تحمل الأشياء فوق طاقتها. تخاف أن تحمل الأشخاص فوق طاقتهم فيخذلونها، تخاف أن تحمل الأماكن فوق طاقتها فتخذلها. تخاف أن يتحول ذلك السحر إلى وهم تعيشه، أكثر من خوفها من أن تفقده.

تخاف أن يضيع سحر الكتب والأحلام، توهماتها التي تصاحب الموسيقى، والأفلام التي تأمل أن تعيشها. تخاف أن يضيع سحر سماع صوتهم لأول مرة، سحر اللقاءات الأولى والكلمات الأولى. تخشى أن يتلاشى سحر السفر وينطفئ بريق الإنبهار في عينيها. أكثر ما تخشاه هو أن يضيع السحر.