أتدري تلك
الأمنية التي يتمناها البعض لك في يوم مولدك "فلتحيا إلى أقصى حد! فلتستمتع
بالحياة"، أنا لا أظن أن أحداً منا يطبقها بالفعل.
ما لم تكن
تتنزه كل يوم أو على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، و تنعش عينيك المجهدة بمنظر
الطبيعة و الورود، و مشاهدة السحب في السماء، فأنت لا تستمتع بحياتك.
ما لم تكن
تشاهد أفلام بلغات مختلفة و تتعرف على ثقافات و عادات و تقاليد مختلفة، فأنت لا
تستمتع بالحياة.
ما لم تكن
منفتح على ذوي الديانات الأخرى و تتقبل هؤلاء الذين لا يرون للدين وجوداً، ما لم
تتخلى عن إنغلاقك و تعصبك حتى و إن كنت على صواب، فانت بالتأكيد لا تستمتع
بالحياة.
كم أود أن لا
أحيا في منزل، أن يكون لي ذلك المنزل المتنقل، أشاهد فيلماً في السينما و أمشي بين
الأشجار و والورود و أحضر وجبة بسيطة و أنام تحت النجوم. أسافر كل فترة لبلد
مختلفة، لا لأقيم في فندق فاخر، بل لأتجول في الشوارع و أعرف الفرق بين صخب النهار
و شاعرية الليل. أن أقوم بجولة في أوروبا، أن أقطع تلك المسافة الصغيرة الكبيرة
بين كوريا و اليابان، و أن يكون لي نصيب من الحلم الأمريكي، لا بأس بساندوتش هوت
دوج و مشاهدة مسرحية في برودواي، يكفيني هذا.
لا أود تقييدات
الشهادات و الأموال، نحن لا نستمتع بالحياة، إن كنا نلهث وراء مال أو شهادة أو
درجة علمية أخرى. من منا درس شيئاً يحبه، و سعى ليفيد البشرية، أو على الأقل نفسه
به؟ من حاول أن يفهم نظرية ما، لا ليحصل على جائزة نوبل من وراءها، بل أنه يريد أن
يفهمها فقط، لا غير؟ لا أحد على ما يبدو.
معدودون هؤلاء
من يستطيعون أن يعيشوا الحياة بلا عقد، مهما واجهتهم مشاكل. من منا لا زال يلهو
بألعاب الطفولة، يشاهد مسلسلات كارتون الطفولة، لا يزال في مرحلة الطفولة؟ لا أحد،
لا لشئ سوى لأن المجتمع يرى أن علينا أن نكبر، المجتمع يرى أن الإستمتاع بالحياة
يخص الأطفال فقط، عليا نحن كبالغين أن نتعامل برشد و حكمة.
من منا ركب
القطار و ذهب في رحلة لا يعلم وجهتها و خرج من المحطة إشتري حلوى و كتاباً و عاد
لمنزله؟ لا أحد، ربما لأننا في بلد لا تشجع على ذلك، و ربما لأنه من الأسهل أن تظل
بالمنزل لا تفعل شيئاً سوى التحديق في شاشة و محادثة أشخاص لم تلتقيهم قط.
حياتك مملة، و
تعرف ذلك، و لكنك لا تفعل شيئاً لتغيير ذلك سوى التذمر من حياتك و كيف هي مملة.
تربط نفسك بأشخاص إفتراضيين، وتصبح مكانتك الإجتماعية و "برستيجك" مرتبط
بعدد الريتويتات التي حصلت عليها من ذلك التويب المشهور، و يصبح يومك الضئيل متركز
في موقعين ثلاثة على الأكثر، دون أي هدف تسعى إليه.
شيئاً فشيئاً،
تنسى ماهية الحياة، فما بالك بالإستمتاع بها؟ تصبح حياتك روتينية، تصبح بلا معنى،
تصارع من أجل البقاء، تسعى لتصل لأهداف لا تريدها لهزيمة أشخاص لا يمثلون لك
شيئاً، لتصل إلى منصب لم يكن في قائمة أحلامك، لا لشئ سوى لأنه يجب عليك أن تكبر و
تنضج، و تترك الإستمتاع بالحياة للأطفال.
إن كانت هذه
الحياة التي تريدونها لي، فشكراً و لكنٍ عشتها كثيراً و مللتها، و سأعود للإستمتاع
بالحياة حتى و إن نالني لقب طفلة للأبد. سأسافر بلا وجهة و أشتري حلوى و كتاب،
سأنام تحت النجوم، سأعيش في بيت متنقل و سألتهم كل الهوت دوج الأمريكي الذي أتمناه ...
فقط ليس اليوم.
ربما يوماً ما .. سأستمتع بالحياة.
i freakin miss it here :D !!
ReplyDeleteLovely Words twinnie
You should should go for it right away, dont wait a second more! im gonna myself too inshaa'allah ^^
Thank you twinnie <3
DeleteI miss writing too, and miss you more :D
I'll try to do it bit by bit, you should too inshaa'allah :)
بحس انك دايماً حابة وعايزة تخلقى عالم ليكى لوحدك يحتوى طموح وافكارك ورقتك وجنانك وكل حاجة فيكى
ReplyDeleteبحب العالم اللى بتخلقية ده
وحشتنى تدويناتك جدااااااا :))
الاستمتاع بالحياة يختلف من شخص لاخر ... هناك من تكون متعته في التنزه مع اصدقائه وهناك من هو يعشق الصمت والوحدة
ReplyDeleteالاهم في وجهه نظري ان يذهب كل منا الى سريره ليلا راضيا عن نفسه وعن ما حققه في حياته وان ينام مطمئن البال
تلك هيا المتعة الحقيقية